مركَز تحمِيل تِتنفسكَ دِنياي َ | |||||
|
|
| |
|
12-07-2023 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: مدام الأذواق وثمالة العشاق
" سبحان الله وجدت في سيرك على صفحات الواصلين تلك الدعوة لنسير معاً لنرتشف من ذات المعين لنخرج منه بثمين الجمان بإذن الرحمن الرحيم " . ونقول : من اشتغل وشغل نفسه بما يمنيها ويداعب به حلمه كان حارساً وحريصاً على نيل المُراد ، والوصول لرجواه ، وكم : تدركنا الحاجة لذاك الفيض والمدد الذي به يرسم ذاك الساعي معالم الطريق لدمج الظاهر بالباطن ،وما تحتاجه الروح وذاك الجسد البارز ، ذاك : الكامن في سرادق الغيب ، والمحجوب عن ناظر العين ، " يغلب عليه التناسي ، والتغافل ، والاهمال " ، من ذاك : يكثر علينا ذاك العويل وتشتت الأذهان ، وضياع البوصلة التي تهدي ذلك الانسان ، ليكون " الشتات " هو عنوان وواقع الحال ! قلما : يلتفت " أحدنا " لمطلب الروح التي " تئن " من جفاف عروقها ، وتصحر أرضها وهي " تجأر" ، وتنادي من يرأف بها ، وفي غالب أمرها يبقى الصدى يواسي صبرها ، فصاحبها : في " فلك التيه " يرتع ، ولذاك النداء لا يسمع ! الاهتمام / هو ذاك الذي يُشعر الواحد منا بوجوده ومدى حاجتنا إليه لكون السائل لنا بذاك السؤال متعاهد ، يتحسس حوائجنا ويرقب تحركنا ، " ذاك في حالنا مع من نُقاسمهم أحوالنا " ! وما نتعجب منه : أننا نتلمس ذاك الاهتمام من الغير ، ونغض الطرف عن حاجة " الداخل منا " وهو " الأولى " ! لأن : به يكون الاستقرار والأمان .وهو الذي به يكون إلمامنا ب " كنهنا " ، ومعرفتنا بحاجاتنا ، وما نُسّكن به آلامنا . لا أن نكون في هذه الحياة : " ريشة تتقاذفها الريح " ! لتبقى : تلكم المعاني والمصطلحات : ك" الحب " و " العشق " و " الهيام " و" قس على ذاك بما تشاء ولما تشاء من قرابين يتقرب بها العبد لمولاه " . منزوعة منها " الروح " مالم تُترجم ليكون " الفعل ملازماً للقول " ، فبذلك يكون : " لها معنى لا يرادفه النقيض " ! . ليبقى الأكيد : أن الحاجة " مُلحة " أن نلتفت لأرواحنا وما ترجو وتريد ". فبذلك : " يكون اللقاء بعد الفراق " ، و " والفرح بعد البكاء " ، و " الربيع بعد الخريف " . كنت : كثيرا ما اختلي بنفسي ، وقد حددت يوم الجمعة موعدا أسير فيه في مناكب أرض بلدتي ، أهيم بوجهي في : الوديان ثم أعتلي الجبال لتكون لي هناك جلسة ووقفة تأمل أتأمل فيها ما حولي من : جبال و هاد و وديان وتلك الطيور التي تحلق فوقي ، وذاك الجاري من المياة التي تشق صدر الجبال متدفقة كالوديان ، أسبح حينها بفكري ، أغوص في ذاتي ونفسي ، وذاك الهدوء الذي من وقعه لا أسمع غير أنفاسا تترادف ، ولسانا يذكر الله ، وقلبا ينبض بحب الله . أترنم بذاك لأنسجم مع ترانيم الكون الذي يلهج بذكر الله " الذي لا نفقه تسبيحه " . الذي لا يفتر عن ذكر الله " من الذرة إلى المجرة " . عشت ذلك الحال سنوات ، وقد انعكس ذاك على روحي ، ليهذب مني : عاداتي و عباداتي و سلوكي " كنت أعيش ذاك السلام الروحي الذاتي في أعظم صوره وجمال تجلياته " . مما زاد من قربي من الله بحيث : أستشعر المقام وعظمته عندما أقف عند باب الله ، فأغيب بذاك عن عالم الشهود ، وكأن من في الكون نالهم الفناء ، لأبقى وحدي أناجي الحي القيوم . غير أن ذاك النعيم خفت ، وأفل نور سناه ! وخبت جذوته بعدما شغلتنا الحياة ! نعم ؛ أقولها هروبا من ملاحقة الملام ! وما ذاك في حقيقته إلا هروب للأمام ! وما هي إلا واحدة من تلكم " الشماعات " العديدة التي نعلق فيها : فشلنا تكاسلنا غفلتنا و تلك الخيبات ! عندما : كنت أعيش تلك الحياة أعيش مع جملة الناس بسكون وراحة بال، مهما تباينت فيهم الطباع وامتزجت طباعهم بذميم الخصال ، ونسمع منهم قبيح الكلام ،ونصادف من يستفزنا بسوء الفعال ! فعندما يأتينا الجاهل منهم ، يلفظ ما في قلبه ليلقيه في سمعي حينها : " في عمق محيط قلبي تتلاطم الأمواج بتلك التيارات ، والسطح يملأه السلام والاطمئنان " ! دعوني أصف لكم ما حقيقة ما يحصل في قلب ذلك الإنسان ؟! عندما تصل " أقوال وأفعال " ذاك المعتدي تحدث في قلبه جلبة ليثور القلب كالبركان ، ولكن بعد فترة يخمد ثوران ذلك البركان بعدما يطوقه ذ لك النور نور : الإخلاص و النقاء و الإيمان فقد جابه وقابل تلك الإساءة بذاك العفو والغفران ، لأن من كانت تلك حياتهم دوما مع الله لا تمازج وتخالط قلوبهم شهوة الإنتقام ، أو النزول إلى تلكم الدركات ! " فليس لديهم وقت لتلك المناكفات والحزازات " . وفي ذلك الموقف الذي حصل بين ذلك الأخوين ، تتجلى لي صورة من تلقى " تلك الضربات " ، فقد تلقاها وأتبعها بذكر الله ، كنت أسمعه يردد : " أستغفر الله " . " لا حول ولا قوة إلا بالله " . " أعوذ بالله من الشيطان " . فقد كان يستعين بالله ليخلصه من ذاك الصراع الذي يموج في قلبه ، حتى غلب ذكر الله وسوسة ذلك الشيطان . " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ " . في المحصلة : " من عاش في كنف الله وأدمن قربه ، ومناجاته ، والأنس به في جميع أحواله وأطواره ، وفي منشطه ومكرهه أتاه المدد الرباني ، واغترف من فيوضات كرامته ، وفضله ، ورحمته " . " ليكون بعدها عبدا ربانيا " " تلك جوائز من أخلص لله ليكون ظاهره كباطنه ، وليكون بذاك من خاصته الذين هم أهل ولايته " . من هنا نعرف معنى : " دع الماء يسكن في داخلك" لتكون نتيجة ذلك ؟ لنرى : قمرا و نجوما تنعكس في كياننا .
|
|
|