لا شيءٍ يدعوني للقلق سوا نفسي. أنا أقلق من نفسي دائماً فهذه الاعماق الراكده صارت تُرعبني و لا شيءٍ يرعبني سواها.. لا الليل يشبهني و لا الظلام يدعوني إليه ولا الظلال ترتاحُ لي ، فـ أنا أكادُ أشبه صمت المكاتب المهجوره..
"أدركتُ متأخرًا أن بقاء البشر في حياتنا ورحيلهم مُرتبط برغباتهم وليس بما نقدمه لهُم ، فمنهم من يبقى حتى وإن قلَّ عطاؤك معه ، ومنهم من يرحل بالرغم من عظيم تضحياتك وتفانيك لأجله.
من الطبيعي أن أكتئب أو أغضب في بعض الأحيان ، أو أن أكون مُتعِبة وغير مريحة في التعامل، لكن يبقى هناك المبدأ الإنساني الذي ينص على أنه دائمًا وبغض النظر عن مقدار ما يتم الاستغناء عنه ، يبقى شيء ليعاد بناؤه مرة أخرى.
أستغرب من الناس إللي تعتقد إنِّ محبة الأنسان للعزلة حزن ! و راحته بالصمت كئابة وشخصيته الهادية ممُّلة ! و تحفظه هذا وراه شيءٍ ! .. النمط هذا من الشخصيات مظلوم جداً .. كونه إنسان عميق جداً و مُفكر ، حساس يحس باللّي حوله بشكل مُخيف مع ذلكَ يبقى صامت ولا ينطق بحرف و لا يعني له شؤون غيره، عايش مع نفسه و بخياله و عالمه الخاص إللي نادر جداً ما يسمح لأحد يدخله .. من هدوءة تستغرب الناس أحياناً لما تسمع صوته .. عمق صوته مُخيف ولكنه مُريح كأنه أنوجد للوحده و العزله و لسوء الفهم دائماً .
- فضفضـة