لحظة انتهاء العاصفة، لن تتذكر كيف نجوت منها، لن تتذكر كيف تدبرت أمرك لتنجو، و لن تدرك هل انتهت العاصفة أم لا. ستكون متيقنًا من أمرٍ واحدٍ فقط: حين تخرج منها، لن تكون الشخص نفسه الذي دخلها، و لهذا السبب وحده، كانت العاصفة.
كان يشعر بالأمان والرضا، لاشيء يغضبه أو يزعجه. لاشعور بالوحدة ولا توتر بشأن المستقبل، ولاقلق بشأن صعوبات حياته ومشقاتها. وكانت هذه حياته يومًا بعد يوم، مستمتعاً على مهل بكل ما يأتي به الزمن.
هم لا يعرفون ما معنى أن تكون شخصاً يتجاوز كل شيء وهو صامت، يتجاوز ويتجاوز بكل هدوء حتى يعتقد من يراك أنك لم تتعثر يوماً .. لا أحد سيعرف إلى أي مدى أنت مُتعب، فـ ظاهرك منظم وتفاصيلك الهادئة لا تشير بمقدار التعب الذي تضمره ولأنك تبتسم كثيراً لن يشعر بك أحد.