رد: حوار _ طويل _ حول المشاعر بين البوح والكتمان
قالت :
الحب هو نسيج الطبيعة الذي زركشه الخيال. (فولتير)
قناعتك منطقيه جدا ، الحب سلطان ،
لذلك هو لا يعترف بأي قانون
لن اخبرك بأن الحب -منقود عندنا-
ولكن ارى ان الحب الان اصبح مستنزف،
بطريقه بشعه تجعلك تشمئز
اصبح الحب عباره عن مجرد كلمات مزخرفه ،
و مشاعر مبعثره لا صدق وحقيقه لها
رغم اننا نعى بأن الحب افعال،
ولكني ارى بأن الحب مجرد كلمات جمعت ،
و كونت صوره بهيه
ربما !! وجهة نظري فقط لا اكثر
-حين يطرق قلب أحدنا إعجاب من شخص ما
_ ذكرا كان أم أنثى _ لماذا يصعب البوح
والإعتراف بذلك الميول والشعور ؟
لأنه اعجاب ، والاعجاب بمثابه مشاعر متمرده
تأتى بسهوه و تزول بإنشغال ،
او لأن الاعجاب لا يندرج تحت إطار واضح
و رؤيته ربما مشوشه
-أم أن المسألة في حقيقتها موقوفة ،
وبأنها تحتاج إلى التعاطي معها بضوابط الشرع الحنيف ؟
انا اؤيد هذا المنطق فلا بد ان يتعاطي
وفق ضوابط الشرع الحنيف لكي تصبح تلك
المشاعر انقى واطهر
-متى يكون التصريح بذلك الشعور ؟
عندما يكون هدف هذا الشعور واضح
مجرد رأي لا اكثر ،
قلت :
اتفق معكم فيما ذهبتم إليه ،
الإشكالية تقع سيدتي الكريمة في ذلك الخلط
لدى البعض في تشخيص ،
وتمييز ما ينتاب القلب من ولوج تلك المشاعر
التي سرعان ما يصنفها على أنها نوع من الحب !
مع أن أول مراحل الحب الإعجاب ، وما بين الإعجاب
وما يعلو ذلكَ الإعجاب مساحة تخضع للتمحيص
ومراجعة النفس والذات ،
كي لا يحبس المرء نفسه في سجن
الإضطراب بحيث لا يميز بين هذا وذاك .
عميقة هي تلك التحليلات سيدتي ،
ودقيق ذلكَ التعريف للإعجاب !
وليس لي تعليق على ما تفضلتم به ،
لأني اتفق معكم فيما تفضلتم به ،
فالمشاعر غالباً تكون غير خاضعة ،
ومنضبطة ، وصعبة الإنقياد .
-الدين الحنيف لم يحرم الحب ولم يعاقب
كل واردة وشاردة تشاغب العقل والقلب لأن الشارع _ الله تعالى _
عالم بأن الإنسان قد تنتابه وتجتاحه العواطف
ويخفق قلبه لكل عارض ، ولهذا كان لزاماً أن تخضع
تلك المشاعر لحدود الشرع،
حفاظاً على مشاعر وكرامة المرء ،
وأن لا يكون رهينة في يد الأماني والأحلام ،
حتى إذا ما كان ذلكََ الشعور المتنامي
يصل به لطريق مسدود ،
فالدين وما جاء به من شرائع هو من أجل
أن يكون الإنسان يسير في الدنيا ويمخر عبابها
بالعقل والقلب فلو سار الإنسان وفق مشاعره
لوقع في المهالك من غير أن يتفكر في عواقب ما يأتيه ويذره .
-جميل ذلكَ الجواب على ذلك السؤال
الذي مفاده متى يكون التصريح بتلك المشاعر ؟
قلتم :
عندما يكون هدفه الإقتران .
سيدتي الكريمة :
قبل أن أنهي معكم الحوار لدي سؤال ؛
ماذا تقولون فيمن اجتمعت فيه تلك الخصال
من سلامة النية ، وصدق القصد ، واحترام الذات ،
فصرَّح بمشاعره لذاك الشخص ،
فكان الرد الرفض ؟
كيف يعالج ذلك الرفض ؟
وقد بلغ تعلق قلب ذلكَ المرفوض بذاك الرافض ،
بحيث أنه وصل بحاله أن وصل درجة الجنون والشغف ،
كيف يكون علاج ذلكَ من وجهة نظركم ؟
|
|
|
02-07-2023
|
#3
|
رد: حوار _ طويل _ حول المشاعر بين البوح والكتمان
قالت :
بدون لف ودوران اعلنها انني هااليومين صارت
تخالجني هذة المشاعر
من كثر مواضيع العواطف والانجذاب ،
والطرف الاخر .... الخ
اخي الكريم للمشاعر سطوة وقدرة غريبة ،
ان لم تلجمها استولت عليك
ورمتك في مستنقع انت في غنى عنه
علمتني الحياة ولانني احب ان ارد على
اي موضوع من خلال تجربة
مررت بها او حد ممن حولي مر بها
علمتني الحياة يا اخي الكريم
ان المشاعر نخلقها نحن بداخلنا وكبرها
او صغرها منوط بنا وليس للطرف الاخر يدا فيها
اذا انني اذكر في يوما ما في سنة ما
من تلك المراهقة المعذبة انني
وقعت ضحية مشاعر فتاكة
امرضتني ولان الطرف الاخر من اسرتي ،
فكنت اراه كل يوم واهتمامه الخاص بي سول
لي انه يحمل لي نفس المشاعر
وهنا تجرات على مصارحته برسالة على الهاتف
لانني لم اعد قادرة على حمل تلك المشاعر بصدري
النتيجة :
انقطع عن المجي الى بيتنا وانقطعت اخباره عنا ،
وفقدت ذلك الاهتمام الاخوي ....
حقيقة فقدنا شاب كان عون لنا في المنزل
ثم ارسل لي رسالة بعد فترة عندما علم بمرضي
( خلي عنك اللعب واهتمي بدراستك انا خاطب بنت ثانية )
شو ذنب هذا الطرف عشان اخسره وتخسره
اسرتي لمجرد مشاعر انا حملتها ....
هنا المشكلة كيف تصارح انسان عن شيء،
فقط بداخلك انت ...
ولو فرضنا انه حمل لك مشاعر ،
فليس شرطا ان تكون بقوة مشاعرك
حتى تلزمه ان يبادلك اياها
لماذا الله عز وجل وهو خالقنا لم يذكر الحب
بالكلمة الصريحة وانما قال مودة بينكم
(بين الزوج والزوجة ) ولا عمري سمعت عن قصة
حب في القران والسنة الا بين الازواج
اليس اولئك كانوا بشر تعتليهم ما يعتلينا من مشاعر .....
نعم هذة المشاعر منوطة باالشرع اخي الكريم
فلو الامر بأيدينا وتركناه لنفوسنا لرأيت العجب العجاب ......
ولو انني ارى ان الكل الان يسبح مع موجة الحب البريء
والحب العذري وهذة مشاعر طاهرة ما اقدر اقاومها ،
وما الى ذلك من اعذار اذا انني في مجال عملي ارى فتيات
ملتزمات ومتدينات ولكن من منطلق ان الحب بريء
فعادي انا اكلم فلان واتبادل معه رسايل الغرام
لانه يمكن بيخطبني (يمكن)
وعاد الله يعلم تلك المشاعر الخطيرة الى
اين سوف تحملهم لانني ارى بعيني واتعجب،
واسال نفسي ( عيل احنا شو يكون وضعنا واحنا
تونا نبحث عن الالتزام اذا هذولا قدوتنا وكذيه )
الشاهد انني اليوم انا وبشخصيتي هذة ارى
انني وان ابتلئت بمثل هذة المشاعر احاول ان الجمها
واستغفر الله من نفسي الامارة بالسوء ...
ربما يعتقد البعض ان ديننا صعب لانه يحرم مثل
هذة المشاعر خارج نطاقها الشرعي
ولكنه ديننا الحنيف ولابد ان نلتزم به اذا اردنا النجاة ....
وربما اكون مملة في ردي ولكنها الحقيقة شئنا
ام ابينا الدنيا هذة لم تخلق لمثل هذة الرفاهية
في تبادل المشاعر والاعجاب والحب والمواعيد
والطلعات والورود الحمراء والهدايا خارج نطاقها الشرعي .....
هذه المشاعر هي من اقوى الاسلحة
التي تستخدمها النفس والدنيا ،
والشياطين ضد الانسان .
قلت :
" ولهذا طرقت هذا الباب
وكان القصد من كتابتي لهذا الأمر قد جاء بيانه في أعلاه ."
" وتلك المشاعر سيدتي لا تعرف الاستئذان ،
فهي متربصة بكل انسان ،
ولا يمكنه تحصين نفسه من هجومها،
ومشاغباتها " .
" لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نجعل تجاربنا ،
هي القياس والمعيار ، فقد نكون فشلنا ،
أو خرجنا من تلكم التجربة بجراح نأمل أن يضمدها الزمان ،
ومشاعر يطمرها الصبر والسلوان ،
وفي المقابل قد يكون هنالك أناس نجحوا ،
ووصلوا لنقطة النهاية بتفوق وجداره !
من هنا نتحدث بشكل عام نناقش نحاور نضع
علىَ الطاولة الإيجابيات والسلبيات " .
" تلك المشاعر سيدتي كما ذكرتم نحن من يكبرها ،
ويحجمها ، ولكن لا يتأتى ذلك إلا من قبل خبير فاهم يحاول
جاهداً ابعاد ما يريد أن يتسلل إلى القلب ،
وهو ليس على يقين بأنه على ذلكَ قادر ،
فالأمر قد يتجاوز الممكن والمعقول !
وما تجربتك وتجربة الآخرين بذلك _ السيناريو _ ا
لمشهد إلا موضع واصل النقاش في
كيفية الوصول للطرف الآخر ، وما هي الحدود ،
ووسائل الوقاية من ردات الفعل لتجنب الصدمة
في حال الرفض ؟
أو الإستغلال لتلك المشاعر وتصريفها لأمور الابتزاز " ؟
" علينا أن نكون موضوعيين وعقلانيين في شتى الأمور ،
بحيث لا نتوسع في الأماني ،
ونعيش حلم اليقظة وخاصة فيما يتعلق بجانب القلب ،
والعواطف لأن نتائجها مزلزلة
لكيان من يصطلي بنار الهجر والبعد "
" بل ذكر الله تعالى قصة امرأة العزيز ،
وشغفها بيوسف عليه السلام ،
وهي قصة فيها العظيم من الدروس والعبرة ،
وقد قص كيف فعلت تلك النسوة عندما دخل عليهن يوسف
_ عليه السلام _ وكيف قطعن أيديهن من غير
أن يشعرن من فرط اعجابهن ! وهنا ومن هنا نأخذ الفائدة ،
ففي التعمق والمبالغة في الإعجاب قد يقود إلى الهلاك ،
وما لا يحمد عقباه ، ونأخذ منها نتيجة تلك العاطفة
التي سقفها مداها لا يتجاوز إشباع الغريزة والنفس !
والقصة تشف القصة عن المعنى لتضبط
بذلك سلوك الإنسان مع بني جنسه ،
لهذا فهي تحكي عن تلك العواطف المشوهة ،
وفي قصة موسى _ عليه السلام_
مع من سقا لهن وذلك الطلب من تلك الفتاة ،
وذلك الإعجاب في أمانة ذلك الرجل ليستأجره
الأب ثم يكون الزواج ، ذلكَ الحب الذي يبنى من أجل الزواج ،
وهو الحب الناضج بعيداً عن الحب " الرمانسي "
الذي يخضع لمعيار الجمال والصوت ،
والطول ، والعرض ومقاييس الترف !
وما كان الله تعالى أن يذكر الحب بلفظه الصريح ،
وهي حكمة يستخلصها من يمرون على كتابه ،
ويستنبطون أحكامه ، فالله تعالى يراعي الذوق العام
_ إذا جاز لي القول _ وأعمار من يتلون كتابه ،
لهذا تجد تلك الألفاظ التي تحمل عظيم الأدب ،
حتى في تطرقه إلى العلاقة الحميمية بين الأزواج
تكون بالكناية ، والمجاز ، والتشبيه ،
ومن ذلكَ يؤدبنا ربنا كيف يكون التعاطي مع تلك القضايا ،
وكيف تدار على طاولة الحوار ،
ولنا أن نرى تلك الألفاظ المقزز وتلك المعاني الوضعية السالفة ،
وتلك التصريحات الجنسية في الكثير من المقالات والروايات !
والتي تحصد الآن الجوائز والأوسمة ! ليتنا أخذنا الأدب
من كتاب الله ، ولو فعلنا ذلكَ لغابت
وتلاشت تلك المصائب والمآسي " .
" اتحفظ جداً من تلكم المسميات ك _ كالحب العذري ،
و العفيف ، والطاهر ونحوه _
لأن المعيار عندي هي النتيجة ،
ولا أنكر بوجود ذلكَ الشيء ولكن ندر وجوده ،
ومع هذا لا يمكن أن يستمر إذا تقادم عمره
اذا لم يكن هنالك اقتران حينها يكون مصيره
إلى التلاشي والاضمحلال ، _ وجهة نظري _ " .
لا يمكن نعت المشاعر التي تجتاح قلوبنا بأنها
من أمور الترف كي نكون واقعيين في اطروحاتنا ،،
فهذا الأمر خارج عن نطاق القدرة ،
وليس لنا حياله خيار ، ما علينا فعله أن نكون عقلانيين،
بمعنى نعرف كيف ندير الأمر ،
بحيث نشرك العقل ليكون لسيقا بالعاطفة
يمسك ويكبت جماحها ويردها إلى رشدها ،
لهذا كان لزاماً أن يكون الشرع حاضراً ،
من أجل جعل الأمور في نصابها الصحيح .
|
|
|
02-07-2023
|
#4
|
رد: حوار _ طويل _ حول المشاعر بين البوح والكتمان
قال :
حياك الله أخي الفاضل..
في البداية اعذرني وارجوا أن لا تسيء فهمي ,
لكن الوصف أعلاة باللون الأحمر إذا كان يحدث فعلا للرجال ،
فكلمة رجال من الخطأ أن تقال في حقهم ,
هؤلاء لم يتربوا على معاني الرجولة أبدا لذلك
تجد مشاعرهم خفيفة جدا كشجرة تحركها ريح بسيطة،
تارة لليمين وتارة لليسار...
ثانيا:-
مشاعر الرجل في وجهه نظري يجب
أن تكون شي مقدس وغالي جدا خصوصا
فيما يتعلق بالطرف الأخر , لأن من سمات الرجولة
كتمان المشاعر إلا في المسار الصحيح لها ,
فلا يعقل أن أصرح للناس بكل ما يدور في ذهني
حولهم , حتى بالنسبة للزوجة لا ينبغي أبدا أن تصرح لها
بكل شي يدور في صدرك ويجب أن تضع حدود للأمر ,
فمن غير المعقول أن تتصل بها مثلا في كل مرة تحن لها
إذا كانت غير موجودة أو في سفر على سبيل المثال ,
إنما تبقي الأمر في حدود معقولة جدا فمثلا ترسل
لها رسالة كل يوم ،
أو يومين تسأل عن أخبارها وهل تسير معها
الأمور بشكل جيد أم لا دون أن تظهر أنك
مشتاق لها بشدة ,
وإلا ستظهر بمظهر الضعيف أمامها ،
والذي لا يستغني عنها , ومن طبيعة البشر
احترام من هم محتاجون إليه ،
وتحقير من هو متذلل لهم إلا من رحم الله ,
فيجب إبقاء مشاعرك عزيزة وقوية ،
وإلا لن تحترم ذلك الإحترام اللذي تستحق ,
والحقيقة أعجب بشكل كبير جدا من الخطاب
الذين يذهبون لمنزل الصهر بشكل يومي
ويقضون ساعات طوال!!
كأنهم منتزقين ولا شايفين لا خير ولا خضرة..
ربما من الطبيعي جدا الشعور برغبة للجلوس مع الخطيبة أو
التي عقد عليها قرانة بالأحرى لكن ,
يجب أن تضبط نفسك في هذا الأمر ،
وتضع حدود له , عندها سيعرف الصهر
وابنتة مدى ثقلك وستكون لك قيمة
كبيرة عندهم في المستقبل..
ثالثا:-
الأمر لا يتعلق فقط بالمشاعر للطرف الأخر ,
حتى المشاعر الأخرى يجب أن لا يخرجها الإنسان
بشكل مفتوح وبدون حدود , الحقيقة احترم كثيرا
الإنسان اللذي يكتوي بنيران هذه الحياة ،
وفي المقابل تجدة مبتسم
ويقول الحمد لله وكأنة عايش افضل عيشة ,
واحترم ايضا ذلك الإنسان الفقير اللذي لا يشكوا
فقرة وحاجتة لأحد إلا الله ,
تجلس معه لا تشعر بأن هذا الإنسان يعاني من شي ,
واحترم المريض اللذي إذا جلست معة تشعر بأنة انسان معافى
لا يشكوا من شي , فتجده صابر في نفسه ،
ويحتسب الأجر من الله تعالى , وكم استثقل اؤلئك
الذين لا حديث لهم سوى التذمر والشكوى ,
ويخرجون كل ما في صدورهم بدون
اي حواجز حتى اسرارهم الخاصة!!
في الختام:- العزة في أن تستغني عن الناس
فيما عندهم ويحتاجوك فيما عندك ..
لذلك لا تظهر لأي إنسان حاجتك له إلا في حدود المعقول ..
شكرا لكم واعتذر عن الإطالة .
قلت :
لك مطلق الحرية في التعبير عن رأيك
من غير قيود مالم تكن تجاوز الحدود ،
وذاك ما لا نرضاه ولا ترضاه أن يكون " .
جواب الأول :
لا يمكن نعت أو وصف من حرك قلبه واشجانه داعي
الحب بأنه من الرجولة منسلخ !
فالحب سيدي ليس مادي ولا مشاهد من أجل أن يواجه
ويدفع ، ولن يخضع لمنطق القوة فله سلطان على القلوب ،
وما على العاقل إلا التعامل معه بما يوافق الدين والعقل ،
وأن يحصد ويحصي النتائج لتكون الأمور واضحة المعالم " .
جواب الثاني :
في هذهِ النقطة سيدي الكريم تتحدث عن قناعة ،
وإيمان بمبدأ الكتمان لتلك المشاعر مخافة فقدان الهيبة ،
والظهور بالضعف وهنا أقول : هي وجهة نظرك ونحترمها ،
وفي ذات الوقت علينا احترام وجهات نظر الآخرين ،
فكل له تصوره ورأيه ، وكل له خصوصيته ، وقناعته ،
ومنهجه ، فلا يمكن أن نجعل الآخرين صور مستنسخة منا !
وما أجمل الحب بين الزوجين عندما تكون المشاعر
متدفقة كالشلال ينساب من قمة الشجن والهيام ،
وما أجمل أن يكون التعامل بعيدا من حساسية
الخوف من انكسار الهيبة من قبل من يحب ،
لتمضي الأيام تسير في انسياب على حسن النوايا
من غير تكلف أو رياء ، ولنا في رسول الله أسوة حسنه ،
أما كان يفضي لزوجته خديجة _ رضي الله عنها_
أما كان يشاور أزواجه ، نحتاج إلى تعلم الكثير من أجل
معرفة معالم الطريق .
جواب الثالث لا يختلف عن الأول والثاني :
أراك سيدي تكرر ذلكَ المعنى والدعوة إلى الكتمان ،
وأن يكتوي الإنسان
بناره حتى يلفظ الأنفاس .
أحترم وجهة نظرك وإن اختلفنا في نقاطها وحيثياتها ،
ليبقى الود يعلو بصوته على صوت الإختلاف .
قال :
شكرا لك على حوارك الراقي جدا...
يبدوا أنك أسأءت فهمي نوعا ما أو إني لم أوصل الفكرة بشكل جيد..
لست ضد التعبير عن المشاعر , لكن ما أقوله
هو أن الإنسان يجب أن يضبط هذه المشاعر،
ويسيرها في المسار الصحيح ،
ويخرجها بطريقة صحيحة وفي الوقت الصحيح ,
فلا يعقل أن كل ما تشعر بة في قلبك تخرجة بلسانك ,
ولا يعقل أيضا أن تكتم كل شي حتى تنفجر من الهم ,
الأمر وسط ما بين الإثنين والإسلام دين الوسطية والإعتدال ..
أما المشاعر تجاة الطرف الأخر فلا يخرجها الإنسان
دون رباط شرعي وهو الزواج ,
وإلا وقع في خطأ شرعي وأخلاقي وقانوني في نفس الوقت ,
وحتى بعد الزواج أو فترة عقد القران
يجب أن يكون للرجل ثقلة , فمن غير المعقول
أن يتصل بزوجتة 1000 مرة في اليوم ليلا
ونهارا على سبيل المثال ,
أو أن يشعرها بأنه لن يعيش من دونها ,
أو أن يبلغ جميع من يعرف بحبة وعن مشاعره لمن أحب ,
أو أن يكتب أشعار الغزل لها أو ما شابهه في حالة
الواتساب على سبيل المثال فيعرف الجميع بشعوره
القاصي والداني ,
في نفس الوقت يجب أن تشعر زوجتة بأهميتها،
وأنه يحبها لكن بطريقة وسطية معتدلة دون مبالغة
أما المشاعر المتعلقة بهموم الحياة،
ومشاكلها فكلنا بحاجة لمن نشكوا إلية همنا ,
وفي أوقات كثيرة تجد نفسك محتاج للحديث مع شخص
تشكوا له مشكلتك حتى لو كنت تعلم أنه
لن يحل فيها شي , فقط لأجل أن تزيح هما عن صدرك ,
ولكن ليس من المعقول أيضا أن يعلم كل الناس
بمشاكلك وأوجاعك , وليس من المعقول أيضا
أن لا حديث لك سوى ديونك
ومرضك ومشاكلك ,
حتى الناس تنفر من كثير الشكوى والتذمر حتى لو كانت شكواة صادقة ,
إنما يبقي أمورة بينة وبين نفسة أو من يثق من معارفة فقط..
دعني أصارحك بشي :
أنا من الأشخاص
الذين يؤمنون بمادية الزواج , بمعنى أخر أنا لا أؤمن بالقطع بأن الزواج
متجرد من المادية بل تغلب علية المادية بشكل كبير ..
دعنا نجري مقارنة بسيطة .. في الكفة الأولى والدين الإنسان
وإخوتة وصديقة الوفي المحب وفي الكفة الثانية زوجتة ..
لو شخصا ما وقع له حادث سير لا سمح الله وأصيب بتشوة
في وجهه,
هل سيتغير شي من ناحية والدية وحبهما له؟؟
هل سيتركه أخاه؟؟ هل سيقل حب صديقة له؟؟
الإجابة لا بالقطع ,
لأنهم يحبوة لأجلة ولذاتة ولشخصة
دون أي عوامل أخرى ,, في المقابل قد لا يلاقي ذلك القبول عند زوجتة ,
لأن شكلة كان معيار في اخيارها له واللذي لم يعد موجودا الأن..
باختصار:- العلاقة الوحيدة الصادقة والمتجردة من المادية
هي علاقة الوالدين والإخوة والأصدقاء الأوفياء جدا ,
كل هؤلاء لا يحبوك دون أي عوامل ,
سواءا كنت غنيا أم فقيرا , جميلا أم دميما ,
سليما أو مريضا , في أي ضرف سيقبلون بك ,
لانهم ببساطة يحبوك دون أن يخالط هذا الحب،
أي عوامل أخرى خارجية ,, في المقابل في علاقة الزواج ..
كلما ازدادت ميزاتك , زاد قبولك والعكس .
قلت :
والشكرك ممتد منك وإليك سيدي الكريم /
ما كان جوابي إلا على ضوء ما جاء في مقالك ،
ولا أخرج نفسي من دائرة الإتهام .
الإنسان سيدي الكريم بطبعه يبحث عن حضن يحتويه ،
ويد تطبطب عليه ،
ومتنفس يخرج به مما أشقاه حمله،
حتى ضاق بذلك صدره وما كان منه،
إلا أن ينطق بذلك لسانه ،
وكما تفضلت به فإن الإنسان وجب عليه
أن يبقي في القلب بعضاً من الخصوصية ،
ولا يبدي إلا ما فاق طاقته ،
بهدف التنفيس أو حتى سماع ما ألم به
من أجل أن يواسيه ذاك القريب منه،
فذاك يكفيه .
أما فيما يخص بث المشاعر لذاك الطرف الآخر ،
إلا بالشروط والضوابط الشرعية ، فهنا محور الحديث ،
وما عليه المقال يدور ، فمما عمت به البلوى تلك الشجاعة ،
من الأنثى حيث تعمد إلا التواصل مع هذا ،
وذاك من غير حواجز أو حياء ،
وما نراه خلال مشوارنا وحواراتنا في أكثر
من منتدى تجد تلك الأنفة ،
والدفاع عن ذاك الفعل بشكل مستميت ،
وإذا ما حاصرنا الواحدة من أولئك كان العذر ،
أنها لم تجد من يستمع إليها من أهل بيتها !
يكون جوابي حينها وذاك الذي تتواصلين
معه ، ما يدريك ما الذي يريده منك ؟!
لما تسقطين من الحساب احتمال أنه يتلاعب
بعواطفك ويستغل حاجتك ؟
أم هي الرغبة في اكتشاف ما نسمعه ونراه !
ترد وتقول :
لماذا اللوم على الأنثى ويغض الطرف عن الرجل ؟!
قلت :
الرجل عليه المحاولة ورمي الشباك
والمرأة هي من تختار أتكون سهلة المنال
فتكون لعبة في يد كل محتال وشيطان ،
أم أنها تختار العزة والكرامة ،
ولمن أرادها عليه أن يأتي ويطرق الباب ،
كنت في حوار مع إحدى القريبات من الأهل سمعت
أن لها علاقة مع أحد الشباب
فقلت لها :
يا اختي هذهِ الطريق خضنا غمارها ،
وعرفنا اسرارها وما عليك إلا البعد عن أوارها ،
فما كان منها الجواب إلا أن قالت :
دعني اجرب مثلما جربتم !
فقلت لها :
وما يضمن لك أنك ستخرجين منها من غير
كسر جناح وتحطيم جنان ؟!
من هنا :
يبرز الجواب أن من ينساق إلى تلكم العلاقات ،
التي يصنفها البعض بأنها _ شريفة وعفيفة _ !
ما كان ليكون ذلكَ الجواب إلا تكذيبا لواقع الحال ،
الذي يطالعنا ليل نهار عن تلك المآسي والمصائب
وتلك الضحايا التي تأن من فراق الحبيب وغدر القريب ،
للأسف نعمل العواطف ونعطل العقول من أجل هوى النفس ،
وتعويض الفراغ بفراغ أعظم وأخطر ،
لو أن الواحد منا شغل نفسه في الحق ،
والمفيد ما كانت النفس لتشغلنا
بالطالح والسقيم !
أما المقارنة التي عقدتها مع احترامي الشديد ل
وجهة نظرك هي نسبية الواقعية ،
بحيث تحتمل الوقوع والوجود ، وفي المقابل،
قد يشح وجودها ووقوعها ،
فهناك سيدي في المقابل من تخلى عنهم الأخوة ،
والوالدين ناهيك عن الصديق والزميل ،
ولم يعرفه غير الزوجة ، وهذا لم اجلبه اعتباطاً ،
أو اسرده من بنيات أفكار ،
من هنا:
علينا أن ننظر للمسألة بعيداً عن النفسيات ،
والأحداث التي مررنا بها لنسوقها ،
وكأنها الحقيقة المطلقة
_ لا اقصدك بهذا سيدي أنت فإني اتحدث بشكل عام _
فالأمر يحتاج إلى موازنة ، ومقاربة ، ومقارنة .
|
|
|
| | |