سيموت في عينيك أشخاص أحياء ...
وستندم على أشخاص أموات ...
ستتبدل مقامات الناس في قلبك ...
وستدرك أن العبرة ليست بالكثرة ...
وأن خلاصة البشر الأوفياء تكمن في البقاء بجوارك أينما كنت وكيفما كنت ...
فلا تهب أحدا خيرك كله ...
ولا تسرف في مشاعرك في آن واحد دفعة واحدة ...
لأن شيئان لا يستطيع الإنسان نسيانهما ...
الصدف الجميلة ... والصدمات الأليمة.
أما بعد فمن أعتاد الذهاب أعتدنا غيابه ومن طال صمته ظنناه اخرساً ومن كان متاحاً لغيرنا عافتهُ قلوبنا ومن أذى خواطرنا صدّت عنه نفوسنا ومن دفعنا لغيرهِ مِلنا عنهُ لسواه ومن جاهر بكرهنا أُغلقت أبوابنا في وجهه ولو بعد حين
الحقائق وإن كانت واضحة أمامنا الا أننا أغلب الأوقات ننكرها ...
ويمكننا أيضا تجميلها و تحسينها بأجمل صورة ..
أنتَ تعتقد أنك تبرر لفاعليها ...
للأسف لا أنتَ تبرر من أجل نفسك ليس من أجلهم فقط ....
وبعد مرور الزمن تصفعك الحقيقة لتكتشف أنك أخطأت بحق نفسك ...و أن الغشاوة سكنت روحك ....
فمن يتجاهل الخطأ ويضع أعذار هو وحده الخاسر ..لأن الطرف الآخر هو منذُ البداية فاقد للمصداقية و خاسر لنفسهِ ...
و ما الحُب إلا لمن اختارنا في وسطِ الزحامِ ، لمن جعلنااستثناءاً ، لمن كان سنداً لنا في عثراتنا ، لمن شاركنا تيهنا و رشدنا ، لمن كان لنا في وقت الضيقِ ملاذاً ومسكناً لمن شد على أيدينا كلما أوشكنا على السقوط لمن تقبلنا بنقصنا و أحبنا بعيوبنا لمن جعلنا نحب أنفسنا من حبهِ لنا لمن رأى الجمال فينا حتى و نحن في أسوءِ حالٍ لمن تحمّل مزاجيتنا المفرطة وشاركنا مشاكلنا و أحزاننا لمن كان لنا في وسط العتمة نور