هناك :
وما ادراك ما هناك حيث تتدفق المشاعر شلالا،
ليصل أثر ذلكَ التدافع إلى مستقرها وهو القلب ،
فقد أصبح الشغل الشاغل ،
وقد راج سوقه وكثر قاصدوه ومرتادوه ،
حتى بات محط أنظار مقاولوه ومنظروه ،
وتزاحم عليه الصادقون والمخادعون ،
لتكون الصعوبة في معرفة الصادق من الكاذب ،
وكم غَصَّت من ذكره الصفحات ، وكتب عنه نثرا وشعرا ،
فكم طاشت به من عقول ؟! وكم عاش تحت ظله هائمون ؟!
وكم له من ضحايا ومعذبون ؟!
هل علمت ما هو ذاك الذي نتحدث عنه ؟
هو " الميول والإنجذاب للطرف الآخر "
_ قناعتي بأن الحب له معنى سام ،
لا يمكن أن يجعل مجرد إدعاء ،
فالحب له شروط وعلامات ، كي لا يُستهلك وتشوه بذلك صورته الجميلة النقية ، ولهذا تعمدت ان لا أصرح " بالحب " ،
واكتفي بالتعبير عنه بالشعور فقط ،
تلك المشاعر تقاصر الغالب عن تفسيرها ،
وفك معناها يحتاج إلى شرح يمتد لقرون !
ليس لها حَدٌ فتستقصى ، وما قيل عنه مجرد قشور ،
كي يُقرَّب المفهوم ، ولا أظن أن واحداً منا لم يلحقه ،
ولو شرر ذلكَ الشعور ،
وإن كان الخلاف في قدره ، وحدود فترته ،
من هنا تشاغبني أسئلة تحتاج إلى الجواب في ذلكَ الشأن ؛
1_ حين يطرق قلب أحدنا إعجابا بشخص ما
_ ذكرا كان أم أنثى _
لماذا يصعب البوح والإعتراف بذلك الميول
والشعور ؟
" فكم هو قاس ومؤلم عندما ترى من يخفق
القلب عند رؤيته أمامك تراقب حركاته وسكناته ،
تتابع ما يتلفظه لسانه وما يخطه بنانه ،
وأنت تراوح مكانك !
تمضي الأيام وتتسارع وذلك الشعور
لا يكاد أن يثور والتصريح يلح ويخونه الحول ،
ليبقى على القناعة يعيش ويكتفي بالنواح والعويل ،
والأنين ، والسهاد !
وكم هو عظيم على القلب ذاكَ الشقاء ،
إذا ما غادر ذاك القريب من القلب ،
إذا ما نادى داعي الرحيل ،
من غير أن تنطق بكلمة تُعبِرُ بها عن ما خالج القلب
من مشاعر له/ لها .
2_ هل يكون سبب عدم التصريح وإذاعة الأمر ،
بذاك الشعور هو الخوف من الصد والرفض ؟
3 _ أم أن الأمر لم يرقى ،
ولم يصل بعد حد النضوج ؟
4_ أم أن المسألة في حقيقتها موقوفة ،
وبأنها تحتاج إلى التعاطي معها بضوابط
الشرع الحنيف ؟
5_ متى يكون التصريح بذلك الشعور ؟
" هناك الكثير من الأسئلة ،
ولكن اقتصرت على هذهِ الأسئلة " .