تلك الآلام :
نحن من ينحت لها تماثيل البقاء ،
ليكون الخنوع لها وتقديم طقوس
الولاء بين يديها ، ونحن عاكفون
عند عتباتها نجر قربان الطاعة لها !.
لهذا وبهذا :
يدوم الألم بدوام الانقياد الذي يكون
خلافه رفع راية التمرد والعصيان ،
اللذان يستوجبان قطع الأنفاس
والأعناق !.
هذا :
حال من أسلم سعادته لسجان
اليأس والأوهام ، وأوصد على نفسه
باب الشقاء ، وألقى مفتاح الأمل والتفاؤل
بعيدا ليعيش في لجج الأحزان .
والأمر :
لا يحتاج في أصله منا غير نفض غبار
الأحداث عن ظهر واقعنا ، والنظر إلى
حاضرنا وحالنا نظرة المستيقن أنها
لا تعدو أن تكون العقبة التي تعقبها
حياة الهناء .
همسة :
" علينا أن ندرك أن لدينا هذا الدين
الذي في طياته إكسير السعادة الذي
فيه معنى الحياة "
ما :
عاد للانتظار مساحة إشفاق يضمد أثر الجراح ...
بل صارعميلا للألم ليكون معينا لتعميق تلكم الجراح ...
من :
خرم كخرم إبرة أتنفس الأمل ،
وينفض أركان اعتقادي وحي مخاوفي ،
ليبث إرجافاته ليقضي على ما تبقى من يقين ،
يهمس في أذني ذكر الحبيب مواسيا دموع غربة
تصدح بها أملاك الليل البهيم ، أفرد أشرعتي
والريح لي رفيق تأخذني نحو المغيب ،
تظللني :
غمامة وجد ، وتمطرني حروف خاطرة قد أرسلتها مع ساعي البريد ،
ضمنتها أشواق روحي للقاء الحبيب ، بحت فيها عن آهاتي ، معاناتي ،
طول انتظاري ، ناظرا من يرفق بحالي ويواسي اغترابي في عالم كئيب ،
فكم :
استباح سعادتي واغتال احلامي جان بليد ؟!
ما يزال يرخي جدائل جرمه على ما تبقى من صبر جميل ،
موغل ذاك البعد في أعماقي ، تزورني أطياف حبيبتي لتمسح
عن قلب أحزاني وما تكدس من حزن دفين ،
أيها الصبح الجميل :
أما آن أن تنشر ضياءك لتبدد حلكة الليل الثقيل ؟!
فقد طال بي المقام وأنا أقرع باب الفرج القريب ،
مهشّم العزم تتناهشني ضباع الظالمين ، وتتلقاني بالشماتة
وجوه الحاقدين ، أغترف من نهرالرجاء ، معلّق الآمال
برب العالمين ، رفعت حاجتي إليه وفي قلبي غرست اليقين .
فقد :
" بصُرت بما حل بي فأدرجته على
أنه حلم نائم يوشك أن يقطعه اسيقاظ
على واقع جميل " .