مُهاجر
12-07-2023, 12:00 PM
قال :
تفكرت هذا المساء بما يتداوله معاشر الفضليات الفضلاء ممن ينتسبون للتأمل ، وإن صدق بيني وبينهم قول من قال : أنت تئق وأنا مئق فكيف نتفق.
ولأن من طبيعة المنتديات العملية التشاركية فسأبدأ على شكل محطات راجيا ممن له توجه كهذا المشاركة ، فالفكر بالفكر يتقد وينقد . بدايتي من فكر الإمام الجيلي وابن عربي رحمهما الله،ومنهما أرشف قائلا:
الإنسان الكامل هو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره، وهو واحد منذ كان الوجود إلى أبد الآبدين، ثم له تنوعٌ في ملابس، ويظهر في كنائس، فيسمى به باعتبار لباسٍ، ولا يسمَّى به
باعتبار لباسٍ آخر، فاسمُه الأصلي الذي هو له محمد، وكنيته أبو القاسم، ووصفه عبد الله، ولقبه شمس الدين....واعلم أن الإنسان
الكامل مقابل لجميع الحقائق الوجودية بنفسه، فيقابل الحقائق العلوية بلطافته، ويقابل الحقائق السفلية بكثافته.. ثم اعلم أن الإنسان الكامل هو الذي يستحق الأسماء الذاتية والصفات الإلهية استحقاق الأصالة والملك بحكم المقْتَضَى الذاتي، فإنه المعبر عن حقيقته بتلك العبارات، والمشار إلى لطيفته بتلك الإشارات، ليس لها مستند في الوجود إلا الإنسان الكامل، فمثاله للحق مثال المرآة التي لا يرى الشخص صورته إلا فيها، وإلا فلا يمكنه أن يرى صورة نفسه إلا بمرآة الاسم (الله) فهو مرآته، والإنسان الكامل أيضاً مرآته .
قلت :
كيف :
لنا طرق باب هذا الحديث الذي يحتاج لمتذوق
يدرك بتذوقه شهد تعبيره ، ويحتاج لذاك السلوك لمعرفة
حقيقته وماهيته ، وكنهه ، في خضم هذا الموج المتلاطم
من الشك ، وإلقاء الشبه حوله جزافا ، والتي لا تأتي إلا من جاهل لا يعلم
عن أمره شيء بعدما جعل هواه وعقله حكما على ما حواه !
من :
غير أن يرجع إلى أصول منبته ليعرف بذاك أصله وفرعه.
ونحن :
اليوم " استاذي الكريم" نعيش في عالم مادي والذي لا يؤمن
أصحابه بغير المحسوس والملموس ، بعد أن تملص أتباع
الدين عن ابسط أبجدياته وأصوله ، وبعدما أبتعدوا عن
صرخات الروح التي تئن ظمأ وهي تتوسل من يرويها بعدما
جف عودها ، وذبل زهرها.
فقد بتنا اليوم :
نراوح مكاننا بعدما استهلكنا قوانا، وأجهدنا
فكرنا ونحن ندور حول ذاك " الترف الفكري"
الذي كان ولا يزال عائقا بسببه تأخر تقدم الأمة بعدما
دخلت في معمعة الجدل العقيم الذي هز أركانها.
ما نحتاجه :
هو ذاك الغوص في تلكم النفس حتى يكون بها ومنها
مصافحة الروح واحتضانها، بعدما أشبعت هجرا ونكرانا
وتجاهلا.
فمن ذلك :
يكون التعرف على كنه الواحد منا ، ويكون
بذلك البذل والانطلاقة من أجل رفع شأنها ،
والسعي بذلك لكمالها .
هي :
تلك المراحل التي تزف عمر ذلك الانسان إلى مقاصل النهاية التي باليقين بتلك النهاية
تُحّتم عليه صياغة كيف تكون تلكم النهاية إذا ما كان هناك مصير واحد من اثنين
ليكون المصير الخالد ،
ذاك :
الشتات يعيشه من يسير في الحياة وهو لا يدري أين تأخذه القدم ،
مرتجلة تلك التصرفات التي تصدر ممن لا يُحسن العمل ،
فقلوبهم :
وأجسادهم تلازمت ليكون التيه والضياع هو طريق
اقدامهم واحجامهم ،
بمعادلة المفاجأة تسير حياتهم ،
وبذاك أسلموا وسلّموا !
أما :
عن ذاك الذي يُخالط الناس ويسعى للمعاش ،
ويزور هذا وذاك ،
فهو :
يعيش عيش الجسد الحاضر في المكان أما عن
القلب والعقل فهما في الملكوت طائر ومع الأملاك سابح ،
بعد أن تعلق قلبه وكله برب الأكوان ،
نفوسهم في الله لله جاهدت
فلم ينثنوا عن وجهه كيف كابدت
على نقطة الإخلاص لله عاهدت
لملة إبراهيم شادوا فشاهدوا الت
لفت للشرك الخفي متمما
تولاهم القيوم في أي وجهة
وزكاهم بالمد والتبعية
ولفاهم التوحيد في كل ذرة
فقاموا بتجريد وداموا بوحدة
عن الإنس روم الأنس فيها تنعما
محبون لاقى الكل في الحب حينه
نفوسهم ذابت به واصطلينه
فلم يبق منها الحب بل صرن عينه
بخلوة لي عبد وستري بينه
فما :
وصل أولئك إلى ذاك النقاء " إلا "
بعدما تجردوا من علائق الدنيا ،
وقاموا لرب الأرباب ،
بعدما صدقوا الله وأخلصوا له ،
وقد تهيئت بذاك قلوبهم وأرواحهم لذاك :
النور
و
الفيض
والمدد الرباني الذي يُنسيهم نصب وحوادث الدهر ،
ليغيبوا عن عالم الأشهاد ليُعرّجوا وينيخوا مطايا الحاجات ،
عند حضرة القدس يطرقون باب التواب .
ففي :
حالهم وأحوالهم الحصيف الحريص يتأمل ويسأل هل
هي محجوره لهم ؟
أم :
أنه باب مفتوح لمن شمر وسعى لينال بذلك
المطلوب ؟
وكم هناك من تساؤلات التساؤلات تلك استاذي الكريم :
جوابها لا يستوعبه عقل وقلب من رزح وركن لملذات الغرور ،
وهو بذلك وفي ذلك يحبو على أرض التخاذل والدنيا تحضنه وهو
لها عاشق متشبث بتلابيبها يخشى مفارقتها ومن ذاك قلبه واجل !
ذاك السلام الداخلي :
نالوه بعدما جمعوا شتات الروح عن الجسد ليجعلوا ذاك الانسجام
بعدما عانقت وصافحت تلكم الروح ذاك الجسد ،
بعدما علموا :
حقيقة خلقهم وبهذا ساروا على " هدى من ربهم "
وفي ذلك الطريق ثبت أقدامهم .
حين :
نعبر ونمر على شذى ذكرهم لنتفكر في أمرهم لنغبطهم ونتمنى حالهم ،
فذاك بُشرى خير لكوننا نُزاحم غفلتنا بتلك الأمنيات ، فمصير الأماني أن
تتحقق إذا ما كان السعي والاقدام هو المحرك لبلوغ ذاك ،
والعجيب في الأمر :
أن معالم الطريق نقرأها ليل نهار ونسمعها من كتاب الله
ومع هذا نتعامى ونتصامم ! لنختار ذاك الشتات
الذي يُدمي القلوب ويُقسّيها !
" وما الصراخ إلا بقدر الألم "
الشعور بالراحة :
هو ذاك المأمول لذوي العقول ولكن فيه الناس يتمايزون ويتباينون
فكل له وجهة هو موليها فمنهم من يجدها في :
صرير أقلام ومنهم في
صوت فنان ،
والآخر :
في الغوص في الملذات الزائلة
التي لا تتجاوز الثواني من الأوقات !
فتلك التي :
سطرتها في الأعلى ما هي إلا خيالات يتخيلها
ويتوهمها من تعود معاقرة المسكنات !
كيف لا ؟!
والله قد جاء منه البيان بأن الراحة في :
" الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " .
تفكرت هذا المساء بما يتداوله معاشر الفضليات الفضلاء ممن ينتسبون للتأمل ، وإن صدق بيني وبينهم قول من قال : أنت تئق وأنا مئق فكيف نتفق.
ولأن من طبيعة المنتديات العملية التشاركية فسأبدأ على شكل محطات راجيا ممن له توجه كهذا المشاركة ، فالفكر بالفكر يتقد وينقد . بدايتي من فكر الإمام الجيلي وابن عربي رحمهما الله،ومنهما أرشف قائلا:
الإنسان الكامل هو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره، وهو واحد منذ كان الوجود إلى أبد الآبدين، ثم له تنوعٌ في ملابس، ويظهر في كنائس، فيسمى به باعتبار لباسٍ، ولا يسمَّى به
باعتبار لباسٍ آخر، فاسمُه الأصلي الذي هو له محمد، وكنيته أبو القاسم، ووصفه عبد الله، ولقبه شمس الدين....واعلم أن الإنسان
الكامل مقابل لجميع الحقائق الوجودية بنفسه، فيقابل الحقائق العلوية بلطافته، ويقابل الحقائق السفلية بكثافته.. ثم اعلم أن الإنسان الكامل هو الذي يستحق الأسماء الذاتية والصفات الإلهية استحقاق الأصالة والملك بحكم المقْتَضَى الذاتي، فإنه المعبر عن حقيقته بتلك العبارات، والمشار إلى لطيفته بتلك الإشارات، ليس لها مستند في الوجود إلا الإنسان الكامل، فمثاله للحق مثال المرآة التي لا يرى الشخص صورته إلا فيها، وإلا فلا يمكنه أن يرى صورة نفسه إلا بمرآة الاسم (الله) فهو مرآته، والإنسان الكامل أيضاً مرآته .
قلت :
كيف :
لنا طرق باب هذا الحديث الذي يحتاج لمتذوق
يدرك بتذوقه شهد تعبيره ، ويحتاج لذاك السلوك لمعرفة
حقيقته وماهيته ، وكنهه ، في خضم هذا الموج المتلاطم
من الشك ، وإلقاء الشبه حوله جزافا ، والتي لا تأتي إلا من جاهل لا يعلم
عن أمره شيء بعدما جعل هواه وعقله حكما على ما حواه !
من :
غير أن يرجع إلى أصول منبته ليعرف بذاك أصله وفرعه.
ونحن :
اليوم " استاذي الكريم" نعيش في عالم مادي والذي لا يؤمن
أصحابه بغير المحسوس والملموس ، بعد أن تملص أتباع
الدين عن ابسط أبجدياته وأصوله ، وبعدما أبتعدوا عن
صرخات الروح التي تئن ظمأ وهي تتوسل من يرويها بعدما
جف عودها ، وذبل زهرها.
فقد بتنا اليوم :
نراوح مكاننا بعدما استهلكنا قوانا، وأجهدنا
فكرنا ونحن ندور حول ذاك " الترف الفكري"
الذي كان ولا يزال عائقا بسببه تأخر تقدم الأمة بعدما
دخلت في معمعة الجدل العقيم الذي هز أركانها.
ما نحتاجه :
هو ذاك الغوص في تلكم النفس حتى يكون بها ومنها
مصافحة الروح واحتضانها، بعدما أشبعت هجرا ونكرانا
وتجاهلا.
فمن ذلك :
يكون التعرف على كنه الواحد منا ، ويكون
بذلك البذل والانطلاقة من أجل رفع شأنها ،
والسعي بذلك لكمالها .
هي :
تلك المراحل التي تزف عمر ذلك الانسان إلى مقاصل النهاية التي باليقين بتلك النهاية
تُحّتم عليه صياغة كيف تكون تلكم النهاية إذا ما كان هناك مصير واحد من اثنين
ليكون المصير الخالد ،
ذاك :
الشتات يعيشه من يسير في الحياة وهو لا يدري أين تأخذه القدم ،
مرتجلة تلك التصرفات التي تصدر ممن لا يُحسن العمل ،
فقلوبهم :
وأجسادهم تلازمت ليكون التيه والضياع هو طريق
اقدامهم واحجامهم ،
بمعادلة المفاجأة تسير حياتهم ،
وبذاك أسلموا وسلّموا !
أما :
عن ذاك الذي يُخالط الناس ويسعى للمعاش ،
ويزور هذا وذاك ،
فهو :
يعيش عيش الجسد الحاضر في المكان أما عن
القلب والعقل فهما في الملكوت طائر ومع الأملاك سابح ،
بعد أن تعلق قلبه وكله برب الأكوان ،
نفوسهم في الله لله جاهدت
فلم ينثنوا عن وجهه كيف كابدت
على نقطة الإخلاص لله عاهدت
لملة إبراهيم شادوا فشاهدوا الت
لفت للشرك الخفي متمما
تولاهم القيوم في أي وجهة
وزكاهم بالمد والتبعية
ولفاهم التوحيد في كل ذرة
فقاموا بتجريد وداموا بوحدة
عن الإنس روم الأنس فيها تنعما
محبون لاقى الكل في الحب حينه
نفوسهم ذابت به واصطلينه
فلم يبق منها الحب بل صرن عينه
بخلوة لي عبد وستري بينه
فما :
وصل أولئك إلى ذاك النقاء " إلا "
بعدما تجردوا من علائق الدنيا ،
وقاموا لرب الأرباب ،
بعدما صدقوا الله وأخلصوا له ،
وقد تهيئت بذاك قلوبهم وأرواحهم لذاك :
النور
و
الفيض
والمدد الرباني الذي يُنسيهم نصب وحوادث الدهر ،
ليغيبوا عن عالم الأشهاد ليُعرّجوا وينيخوا مطايا الحاجات ،
عند حضرة القدس يطرقون باب التواب .
ففي :
حالهم وأحوالهم الحصيف الحريص يتأمل ويسأل هل
هي محجوره لهم ؟
أم :
أنه باب مفتوح لمن شمر وسعى لينال بذلك
المطلوب ؟
وكم هناك من تساؤلات التساؤلات تلك استاذي الكريم :
جوابها لا يستوعبه عقل وقلب من رزح وركن لملذات الغرور ،
وهو بذلك وفي ذلك يحبو على أرض التخاذل والدنيا تحضنه وهو
لها عاشق متشبث بتلابيبها يخشى مفارقتها ومن ذاك قلبه واجل !
ذاك السلام الداخلي :
نالوه بعدما جمعوا شتات الروح عن الجسد ليجعلوا ذاك الانسجام
بعدما عانقت وصافحت تلكم الروح ذاك الجسد ،
بعدما علموا :
حقيقة خلقهم وبهذا ساروا على " هدى من ربهم "
وفي ذلك الطريق ثبت أقدامهم .
حين :
نعبر ونمر على شذى ذكرهم لنتفكر في أمرهم لنغبطهم ونتمنى حالهم ،
فذاك بُشرى خير لكوننا نُزاحم غفلتنا بتلك الأمنيات ، فمصير الأماني أن
تتحقق إذا ما كان السعي والاقدام هو المحرك لبلوغ ذاك ،
والعجيب في الأمر :
أن معالم الطريق نقرأها ليل نهار ونسمعها من كتاب الله
ومع هذا نتعامى ونتصامم ! لنختار ذاك الشتات
الذي يُدمي القلوب ويُقسّيها !
" وما الصراخ إلا بقدر الألم "
الشعور بالراحة :
هو ذاك المأمول لذوي العقول ولكن فيه الناس يتمايزون ويتباينون
فكل له وجهة هو موليها فمنهم من يجدها في :
صرير أقلام ومنهم في
صوت فنان ،
والآخر :
في الغوص في الملذات الزائلة
التي لا تتجاوز الثواني من الأوقات !
فتلك التي :
سطرتها في الأعلى ما هي إلا خيالات يتخيلها
ويتوهمها من تعود معاقرة المسكنات !
كيف لا ؟!
والله قد جاء منه البيان بأن الراحة في :
" الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " .