القبطان
27-08-2024, 05:53 PM
*https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_06_18_e25f_5de2533889ef12.png (https://upload.3dlat.com/)
فى زماننا هذا قل الناصحون وتكبر المنصوحون ومابين هذا وذاك ضاعت النصيحة وخالفنا الشريعة فالدين النصيحة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..إذ أن ملاهى الدنيا قد ألهتنا وأصبح كل منا يقول نفسى .. أصبحنا نرى المنكر كشئ أعتيادى وماتت فينا النخوة والغيرة على دين الإسلام.. وضاع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن مرآة أخيه ) فالمنصوح يرى أن النصيحة تدخل فى حريته الشخصية ناهيك عن أن أبليس يوسوس له فيقول أنه يرى نفسه كاملا وأنت ناقص .. لا تسمع له..
إن النصيحة لعظمة قدرها تنقذ الإنسان من عذاب لهيب النار المستعر وتنقذ الإنسان من القتل كما حدث مع سيدنا موسى ..كما قال العبد الصالح لموسى لما جاء من أقصى المدينة يسعى: يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ سورة القصص20
ماهية النصيحة
يقول ابن القيم رحمه الله: إن النصيحة إحسان إلى المنصوح بصورة الرحمة له، والشفقة عليه، والغيرة له وعليه، فهو إحسان محض يصدر عن رحمة، ورقة، ومراد الناصح بها، وجه الله ورضاه.
الأخلاص فى القصد
يجب على الناصح أن يكون على يقين بأن نصحه لوجه الله تعالى وليس تعظما أو تعاليا أو منا على المنصوح ..
عن أبي رُقية تميم بن أوس الدَّاري t: أن النبيَّ ﷺ قال: الدِّين النَّصيحة، قلنا: لمَن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين وعامَّتهم. رواه مسلم
هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النصيحة لله ولكتابه القرآن ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .. أى لكل الناس
العلم والحجة
لابد أن يكون الناصح على علم وصاحب حجة ولديه الدلائل من القرآن والسنة .. فنصيحة الجاهل منبعها جهل لا تقنع المنصوح ..أما صاحب العلم له القدره على إدارة الحوار والمناقشه وإقامة الدليل الدامغ
الحكمة والأسلوب الحسن
{ادع إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمة والموعظة الحسنة}
من الحكمة أن يكون الناصح فاعلا للمنصوح به .. أى إذا كان الناصح سينصح بإقامة الصلاة فلابد أن يكون مؤديا للصلاة فى مواقيتها.. فلا يجوز أن ينصح الناصح بشئ يفتقده ..كما قال تعالى فى كتابه الكريم
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ}،44 البقرة
أما عن الأسلوب الحسن فعلى الناصح أن يكون لينا فى اسلوبه بالنصح كما قال رب العزة عندما بعث سيدنا موسى وأخيه هارون إلى فرعون لينصحوه( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) سورة طـه44
وكما قال تعالى لرسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آل عمران 159
الكتمان والسرية
يجب على الناصح أن يكون مؤتمنا على أسرار الناس وإذا نصح ينصح فى السر لا فى العلن فالنصيحة فى العلن فضيحة وكما قال الشاعر
تغمَّدني بنُصحِك في انفرادٍ وجنِّبنِي النَّصيحَة في الجمَاعَهْ
فإنَّ النصح بين النَّاس نوعٌ من التَّوبيخ لا أرضَى استمَاعَهْ
التأكد من حال المنصوح قبل النصيحة
وعلى الناصح أن يكون على دراية بأحوال المنصوح ويختار الوقت المناسب للنصح..فلا تجدى النصيحة إن نصحت بها والمنصوح لدية مشكلة تؤرقه أو حتى مزاجه سئ..التوقيت مهم للغاية لكى يستمع إليك المنصوح ويصغى
الصبر على المنصوح
على الناصح أن يصبر على المنصوح لوقاحته أو ردة فعله على غير المتوقع .. فربما مع الصبر تجنى ثمار نصحك
الخاتمة
أين نحن من قوله تعالى
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10]
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشدُّ بعضه بعضًا وشبَّك بين أصابعه
وجب على كل مسلم الدعوة للخير والنهى عن المنكر
فكما توجد الجنان توجد النار ..أعاذنا الله وإياكم من النار وسعيرها ..دمتم بحفظ الله وإلى لقاء آخر إن شآء الله
القبطان
*
فى زماننا هذا قل الناصحون وتكبر المنصوحون ومابين هذا وذاك ضاعت النصيحة وخالفنا الشريعة فالدين النصيحة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..إذ أن ملاهى الدنيا قد ألهتنا وأصبح كل منا يقول نفسى .. أصبحنا نرى المنكر كشئ أعتيادى وماتت فينا النخوة والغيرة على دين الإسلام.. وضاع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن مرآة أخيه ) فالمنصوح يرى أن النصيحة تدخل فى حريته الشخصية ناهيك عن أن أبليس يوسوس له فيقول أنه يرى نفسه كاملا وأنت ناقص .. لا تسمع له..
إن النصيحة لعظمة قدرها تنقذ الإنسان من عذاب لهيب النار المستعر وتنقذ الإنسان من القتل كما حدث مع سيدنا موسى ..كما قال العبد الصالح لموسى لما جاء من أقصى المدينة يسعى: يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ سورة القصص20
ماهية النصيحة
يقول ابن القيم رحمه الله: إن النصيحة إحسان إلى المنصوح بصورة الرحمة له، والشفقة عليه، والغيرة له وعليه، فهو إحسان محض يصدر عن رحمة، ورقة، ومراد الناصح بها، وجه الله ورضاه.
الأخلاص فى القصد
يجب على الناصح أن يكون على يقين بأن نصحه لوجه الله تعالى وليس تعظما أو تعاليا أو منا على المنصوح ..
عن أبي رُقية تميم بن أوس الدَّاري t: أن النبيَّ ﷺ قال: الدِّين النَّصيحة، قلنا: لمَن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين وعامَّتهم. رواه مسلم
هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النصيحة لله ولكتابه القرآن ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .. أى لكل الناس
العلم والحجة
لابد أن يكون الناصح على علم وصاحب حجة ولديه الدلائل من القرآن والسنة .. فنصيحة الجاهل منبعها جهل لا تقنع المنصوح ..أما صاحب العلم له القدره على إدارة الحوار والمناقشه وإقامة الدليل الدامغ
الحكمة والأسلوب الحسن
{ادع إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمة والموعظة الحسنة}
من الحكمة أن يكون الناصح فاعلا للمنصوح به .. أى إذا كان الناصح سينصح بإقامة الصلاة فلابد أن يكون مؤديا للصلاة فى مواقيتها.. فلا يجوز أن ينصح الناصح بشئ يفتقده ..كما قال تعالى فى كتابه الكريم
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ}،44 البقرة
أما عن الأسلوب الحسن فعلى الناصح أن يكون لينا فى اسلوبه بالنصح كما قال رب العزة عندما بعث سيدنا موسى وأخيه هارون إلى فرعون لينصحوه( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) سورة طـه44
وكما قال تعالى لرسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آل عمران 159
الكتمان والسرية
يجب على الناصح أن يكون مؤتمنا على أسرار الناس وإذا نصح ينصح فى السر لا فى العلن فالنصيحة فى العلن فضيحة وكما قال الشاعر
تغمَّدني بنُصحِك في انفرادٍ وجنِّبنِي النَّصيحَة في الجمَاعَهْ
فإنَّ النصح بين النَّاس نوعٌ من التَّوبيخ لا أرضَى استمَاعَهْ
التأكد من حال المنصوح قبل النصيحة
وعلى الناصح أن يكون على دراية بأحوال المنصوح ويختار الوقت المناسب للنصح..فلا تجدى النصيحة إن نصحت بها والمنصوح لدية مشكلة تؤرقه أو حتى مزاجه سئ..التوقيت مهم للغاية لكى يستمع إليك المنصوح ويصغى
الصبر على المنصوح
على الناصح أن يصبر على المنصوح لوقاحته أو ردة فعله على غير المتوقع .. فربما مع الصبر تجنى ثمار نصحك
الخاتمة
أين نحن من قوله تعالى
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10]
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشدُّ بعضه بعضًا وشبَّك بين أصابعه
وجب على كل مسلم الدعوة للخير والنهى عن المنكر
فكما توجد الجنان توجد النار ..أعاذنا الله وإياكم من النار وسعيرها ..دمتم بحفظ الله وإلى لقاء آخر إن شآء الله
القبطان
*