منحت غيرى
ما أردتُ يوماً أن أحظَى به
أعطيتهم الحب وقلبي مليء بالندوب
منحتهم دفء بلا حدود وأنا أرتعِش برداً
زرعتُ الطمأنينة في نفوسهم
وأنا في قمّة الخوف والقلق
كنتُ أرصِف لهم دروب الحب
وأنا التائه عن دربي.
في كل مرّة كنتُ أبذُل شيئاً جميلا
لأنني مؤمن أنّ كل الأشياء الجميلة
التي منحتها للآخرين ستعود لي يوما
كنتُ أعتذِر دوماً لنفسي عن بشاعة العالم
عن كل السوء الذي صادفتهُ والحِرمان الذي عِشتهُ
حاولت بكل ما اوتيتُ من قوة أن أعطي الجميع ما حرمتني الحياة منه
كنتُ أشعر بالسعادة حينَ أرى الإبتسامة مرسومة على ثغورهم
أشعر بالفخر أنني استطعتُ أن أفعل أشياء تبقى حينَ أرحل
لقد أفرَغتُ قلبي بالكامل على هذه الأرض
ومنحتُ فوقَ طاقتي
فقط لأنني أعرف مرارة أن يشعر الإنسان أنه
فاقد كل شىء على هذه الأرض
هناك دائماً ذاك الشخص
الرمادي بحياتك
لا يكتمل بياضه ولا يحلك سواده
عالق بمنتصف كل شيء
شخص تدرك انه لن يكون لك
مع ذلك تعجز عن اقتلاعه منك
تشتاق له.... تحبه وتتقبله
بكل امزجته الجميله والتعيسه
تتفنن في الوفاء له...
تخط له رساله كل صباح وتمحوها في المساء
تتخذ قرار الرحيل عنه كل ليله...
وحين ياتي موعد الرحيل.. تتراجع..
تخاف.. ان تترك جزء منك وراءك...
فتبقي.. ويبقي هو.. صوره لا تكتمل
كأنصاف العبارات... لا تحمل معنى..
ورغم ذلك تبقى موجعة ..
لو دخل كل منا قلب الاخر لأشفق عليه
ولا يبقى سوى الصمت
يحكى أن طائرًا أحب وردة بيضاء
فقالت له الوردة
عندما يصبح لوني أحمر سأحبك
فبتر الطائر جناحه ونثر دمه على الوردة فاحمر لونها
فأدركت الوردة كم أحبها الطائر
ولكن الوقت قد فات !! لأن الطائر قد مات ......
اهتم لمن يهتم بك ....لأنك لو خسرته لن تجد حبا كحبه
لأن كسر القلوب لا يجبر ...والعمر مجرد تذكره مجهوله التوقيت
راضون.. لكننا متعبون ، كل ما آلَت إليه الأمور خير، لكن هناك شيئاً بداخلنا يبكي، كل ما حصَلنا عليه خير، لكن جرحاً بداخلنا يُؤلمُنا ، كل ما يحدث نراه محض أعيننا ، لكن أوهام وهواجس عقولنا لا تتوقف أبداً.. دوماً تهمِس لنا بأن نحذَر ، ربّما تأتينا خيبة من أي جانب.. ما أصعب يا صديقي أن تمضي في الحياة تخشى من نسمة تأتيك فجأة وتخشى استقبال الصفعات على حين غره
بعض الجراح
ليس لها تاريخ صلاحية
انها تستيقظ فجأة
تتجدد وتهاجمنا بشراسة اقوى من ذي قبل
تزرع في الروح وجعا ،، يكاد يمزق اضلعك ،،
وتطلق سراح الحسرات المحبوسة
فتشعر بأن نيرانا قد اوقدت فيك
كنت تظنها انطفئت من زمن ،، وماانطفئت!
بعض الجراح كالبراكين الخامدة ،،
لاتعرف متى ستثور على كل الثبات الذي تعبت للوصول أليه ،، لتعيدك الى نقطة الصفر
الحب لا يقتل أحدا
و لكنه يعلق القلب بين الحياة و الموت
لذلك ليست المأساة في رحيل من تحب و لكن المأساة في رحيل قلبك مع من تحب
إذا أحببت يوما كن على قدر المسؤولية .. لأن العبث بالمشاعر أسوأ جريمة لا يعاقب عليها القانون بل يعاقب عليها الضمير
أحيانا
تتمنّى لو تستطيع البوح بكل ما يجول في خاطرك ان تجد مَن تشرح له أنك مُتعبٌ من الأمس الذي مضى خائفٌ من الغد الذي لم يأتِ بَعد مُتعبٌ من تَعبك الذي تشكو منه
ليُصبح كلّ ما تحتاجه
هو ذاك الدواء الذي لا يُباع في الصيدليات
درعُ أمانٍ تحتمي به
لحظة صدقٍ وصفاءٍ تدخلها مُنهارًا وتخرج منها مُتماسكا
أن تَسمع فيها صوتًا دافئًا يقول لك
هـاكَ قلبـي يُشاطـركَ الـدرب
هـاكَ دمعـي يُشاطـركَ البكـاء
هـاك يدي تُشاطـركَ الدعـاء
هاك روحٌ تُشاطرك الرجاء
أحيانًا
لا !! بل دائمآ
للرحيل أنواع
قد ترحل وانت لازلت مكانك
ان ترحل بعقلك عن صغار العقول فلا يستفزك قولهم ..عن من لايفهمك فترحل بصمتك وشرودك فتجد الراحة ...واحيانا يكون رحيلك داخلي مؤقت لتنجو بجميع أفكارك من فكرة مدمرة ..ان ترحل من الواقع للخيال فتري الزحام يتلاشي والازعاج يتحول لهدوء وبردا وسلاما ..أن ترحل مع معني في بيت شعر لامس قلبك فيعود نبضه ..وأجمل الرحيل الذي لايكون بالجسد وانما بالروح عندما تغادر بكل كيانك لتكون في معية خالقك ..فكرا وعقلا وروحا ودمعا وارتجاف قلبك بين يديه في مناجاة بأسرار أعماقك ...وتعود بعدها لسلامك وأمانك وهدوءك وثباتك أمام كل تقلبات الحياة وصعوباتها
الحياة لا تتوقف لتحطمك
ولا الكون يتجمد لكونك قد كُسِرت
ولن تُقام طقوس العزاء لأنك حزنت
ولن يقف العالم عند لحظة بكيت فيها
ولن تقف الدنيا لتنتظرك حتى تستجمع فتاتك
على الأرجح لا أحد ينتظر وقوفك إن سقطت
لكن كل شيء مستعد أن يقف فوقك ليرتفع
لذا قف وانهض ورمّم نفسك بنفسك