"قمة النضج أن تصل لمرحلة انك لم تعد تهتم لخذلان الآخرين مثل اول، ويصبح كل همّك أن لا تخذلك صحّتك وهمتك، أن لا يذبل فيك بريق احلامك، وتتلاشى في نفسك طموحاتك، أن تبقى الاماني على قيد الشغف وتبقى روحك حيةً عند الوصول."
"شيء بي تغيّر، لا يمكن انكار ذلك، أشعر بأن الأيام أخذت شيئًا من عمري، أحيانًا أشعر بأني أركض، وأخرى بأني واقفٌ مسمر في مكاني منذ سنين، ولا يمكنني انكار ذلك، تخيّل أن تقف في منتصف شوارع الرياض في الثانية عشر ظهرًا، وتحاول بيديك الناعمة أن تحجب الشمس عن عينيك! هذا تمامًا مايحدث كلما حاولت انكاره، ليتني لم أعرف توهجي يومًا، حتى لا ألاحظ هذا الانطفاء، ليتني ولدت هكذا، بأيام عشوائية، وبذهن عالق في التفاصيل، وبلسانٍ ملتوي، وبأعين تائهة طوال الوقت، وبغضب عارم، أشبه بفوهة بركان تحرق من يقترب منها.. لكن على العكس، عشت سنينًا أتنفس البهجة فيها، أيعقل بأن مجرد -أيامًا صعاب- قادرة على طمسها، بهذه الوحشية؟"
"أكره الكتابة عن "الوداع" وغيره من هذه المواضيع الرخيصة، لكن وأنتِ تغادرين كنتُ أقفُ على البوابة الرابعة في مطار مارسيليا كعائلة تلوّح لرجال الإنقاذ من نافذة في الطابق العشرين. عائلة تحيطها النَّار لا يسمعها أحد، عائلة تذوب خلف أيديها."